في تطور دراماتيكي يترقبه العالم، قرار مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من يوم 30 أكتوبر 2025، تأجيل جلسة التصويت التي كانت مقررة حول قضية الصحراء المغربية وتجديد ولاية بعثة "المينورسو". يأتي هذا التأجيل في اللحظات الأخيرة، قبل يوم واحد فقط من انتهاء الولاية الرسمية للبعثة في 31 أكتوبر، وسط مفاوضات مكثفة ومناورات دبلوماسية حول مسودة قرار أمريكي جديد يرجح كفة الموقف المغربي بشكل واضح.
موقع "اجي تسمع" يضع أمامكم التفاصيل الدقيقة لما يدور في كواليس نيويورك.
تفاصيل المسودة الأمريكية التي أربكت الحسابات
وفقاً لمصادر دبلوماسية متعددة، فإن مسودة القرار التي صاغتها الولايات المتحدة (بصفتها "حامل القلم" للملف) تحمل في طياتها نقاطاً محورية تُعتبر الأقوى دعماً لمبادرة الحكم الذاتي منذ سنوات. أبرز ما جاء في المسودة المتداولة:
- دعم "غير مسبوق" للحكم الذاتي: تصف المسودة المبادرة المغربية للحكم الذاتي بأنها "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" للتوصل إلى حل سياسي دائم، وفي صيغة أخرى "قد تشكل الحل الأكثر جدوى".
- تجديد ولاية المينورسو: بعد جدل حول مقترح أولي لتجديد لثلاثة أشهر فقط، تشير التوافقات المبدئية إلى التجديد لمدة ستة أشهر (حتى 30 أبريل 2026)، وهو ما يهدف لإبقاء الضغط على الأطراف للانخراط في العملية السياسية.
- الدعوة للموائد المستديرة: تؤكد المسودة على ضرورة استئناف العملية السياسية بمشاركة الأطراف الأربعة (المغرب، الجزائر، موريتانيا، وجبهة البوليساريو) "بدون شروط مسبقة".
- الجانب الإنساني: تعبر المسودة عن القلق من ضعف تمويل اللاجئين الصحراويين وتذكر بأهمية إحصائهم وتسجيلهم.
لماذا تم التأجيل في اللحظة الأخيرة؟
التأجيل المفاجئ لجلسة التصويت أثار تساؤلات كثيرة. التقارير أفادت بأن التأجيل جاء بعد طلب من الجزائر (العضو غير الدائم في المجلس) لعقد جلسة طارئة حول الوضع في السودان.
إلا أن مصادر دبلوماسية وتحليلات إخبارية رأت في هذه الخطوة محاولة جزائرية لكسب مزيد من الوقت والضغط لتعديل بعض بنود المسودة الأمريكية التي لا تتماشى مع موقفها، خاصة فيما يتعلق بالدعم الواضح للحكم الذاتي كإطار وحيد للحل.
يأتي هذا في وقت تكتسب فيه مبادرة الحكم الذاتي المغربية زخماً دولياً متصاعداً، بعد دعم دول وازنة مثل إسبانيا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، والعديد من الدول الأوروبية والعربية.
ماذا بعد؟ ترقب حذر لـ "يوم الحسم"
مع انتهاء ولاية المينورسو رسمياً غداً 31 أكتوبر، لا يملك مجلس الأمن ترف إضاعة المزيد من الوقت. المفاوضات لا تزال جارية "حتى اللحظات الأخيرة" للتوصل إلى صيغة نهائية.
الخلاصة الواضحة حتى الآن هي أن المسار الدبلوماسي للقضية يشهد تحولاً كبيراً، وأن مسودة القرار الحالية، حتى مع أي تعديلات طفيفة محتملة، تمثل انتصاراً دبلوماسياً للمغرب وترسيخاً لواقعية مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع.
