تتجه أنظار العالم اليوم، 30 أكتوبر 2025، إلى نيويورك حيث من المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسته الحاسمة للتصويت على مشروع قرار جديد يقضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو في الصحراء المغربية. لا يُعد هذا التصويت مجرد إجراء روتيني، بل يمثل محطة مفصلية ترسم ملامح المسار السياسي للنزاع في ظل متغيرات دبلوماسية هامة.
خلفية القرار: من "الحل الوحيد" إلى "الحل الأكثر جدوى"
شهدت الأيام التي سبقت التصويت نقاشات مكثفة حول صياغة القرار. المسودة الأولى التي وزعتها الولايات المتحدة (حاملة القلم) في 22 أكتوبر، تضمنت، بحسب التسريبات، لغة قوية تدعو الأطراف للدخول في مفاوضات "دون شروط مسبقة" على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي، باعتباره "كـ 'حل وحيد' لإنهاء هذا النزاع".
هذه الصياغة الأولية، التي لاقت ترحيباً مغربياً، قوبلت برفض قاطع من الجزائر والبوليساريو. ونتيجة للمشاورات مع باقي أعضاء المجلس، تم تعديل المصطلح. الصيغة الجديدة المطروحة للتصويت اليوم، تتجنب مصطلح "الحل الوحيد" وتعود إلى توصيف المبادرة المغربية للحكم الذاتي بأنها "الحل الأكثر جدوى" أو "الجاد وذي المصداقية"، وهو ما يمثل توازناً دبلوماسياً لضمان تمرير القرار بأغلبية مريحة.
ماذا تتضمن المسودة النهائية المطروحة للتصويت؟
بناءً على المعطيات الأخيرة، من المتوقع أن يركز القرار الذي سيصدر اليوم على النقاط التالية:
- تمديد ولاية المينورسو: سيتم تمديد ولاية البعثة لسنة أخرى، مع التشديد على ضرورة احترام وقف إطلاق النار والامتثال للاتفاقيات العسكرية.
- دعوة جميع الأطراف: يجدد القرار دعوة جميع الأطراف المعنية (المغرب، الجزائر، البوليساريو، وموريتانيا) لاستئناف المفاوضات.
- أساس المفاوضات: يؤكد القرار على أن الهدف هو التوصل إلى "حل سياسي نهائي ومقبول من الجميع" على أساس مقترح الحكم الذاتي المغربي، باعتباره الحل الواقعي والعملي.
- تحذير من التصعيد: يتضمن القرار تحذيراً واضحاً من أن أي تصعيد "قد يقوض الاستقرار الإقليمي"، في إشارة إلى الوضع شرق الجدار الأمني.
المخرجات المتوقعة وردود الفعل المحتملة
من شبه المؤكد أن يتم تمرير القرار اليوم. السؤال الأهم ليس "هل سيمر؟" بل "كيف سيمر؟". الأنظار ستكون موجهة نحو نمط التصويت:
- الأغلبية الداعمة: يُتوقع أن يحظى القرار بدعم قوي من الأعضاء الدائمين (أمريكا، فرنسا، بريطانيا) ومعظم الأعضاء المنتخبين.
- الموقف الروسي: كالمعتاد، يُتوقع أن تمسك روسيا عن التصويت، كرسالة توازن سياسي.
- الأعضاء الأفارقة: ستكون مواقف الأعضاء الأفارقة (مثل موزمبيق) محل مراقبة دقيقة.
يقول مراقبون إن "قرار هذا العام، رغم تعديل الصياغة، يواصل تكريس المقاربة الأمريكية الداعمة لمقترح الحكم الذاتي كأرضية وحيدة وجادة لأي مفاوضات مستقبلية، وهو ما يمثل انتصاراً دبلوماسياً للمغرب".
خاتمة: يوم مفصلي يكرس الواقعية السياسية
في الختام، لا يعد قرار مجلس الأمن اليوم مجرد تمديد تقني لبعثة أممية، بل هو بيان سياسي يعكس موازين القوى الدبلوماسية. من المتوقع أن يكرس القرار الجديد المسار الذي يدعم الواقعية السياسية، ويضع مقترح الحكم الذاتي في صلب أي حل مستقبلي، مع توجيه رسالة واضحة بضرورة العودة إلى الهدوء وإنهاء أي تهديد للاستقرار الإقليمي.