في تحليل لأطوار مباراة نصف نهائي كأس العالم للشباب تحت 20 سنة، قدّم المنتخب المغربي أداءً تكتيكيًا عاليًا وشجاعة قتالية مكنته من تجاوز عقبة المنتخب الفرنسي القوي. لم تكن المباراة مجرد انتصار، بل كانت عرضًا رياضيًا متكاملًا استعرض فيه المغرب قوته الدفاعية، نجاعته الهجومية، وعمقه الاستراتيجي في إدارة اللحظات الصعبة.
الشوط الأول: سيطرة مغربية وهدف السبق
بدأت المباراة بسيطرة واضحة للمنتخب المغربي، الذي دخل اللقاء بضغط عالٍ وتنظيم محكم في وسط الميدان، مما حد من خطورة المنتخب الفرنسي بشكل كبير. اعتمد أشبال الأطلس على بناء اللعب من الخلف والتحولات السريعة نحو الهجوم.
هذه السيطرة أثمرت في الدقيقة 32، حين تحصل المنتخب المغربي على ركلة جزاء مستحقة. تقدم لتنفيذها اللاعب إلياس الزبيري، الذي وضع الكرة في الشباك بثقة كبيرة، مانحًا المغرب هدف التقدم الأول. انتهى الشوط الأول بهذا الهدف، مع أفضلية مغربية واضحة في الأداء والنتيجة.
الشوط الثاني: عودة فرنسية وتماسك دفاعي مغربي
مع بداية الشوط الثاني، كثّف المنتخب الفرنسي من ضغطه الهجومي بحثًا عن هدف التعادل. هذا الضغط أسفر عن هدف التعادل في الدقيقة 59 عن طريق اللاعب لوكاس ميشيل، لتصبح النتيجة 1-1. بعد الهدف، تراجع المنتخب المغربي نسبيًا مع الحفاظ على تماسكه الدفاعي، معتمدًا على الهجمات المرتدة السريعة التي شكلت خطورة على المرمى الفرنسي. تألق الخط الدفاعي والحارس يانيس بنشاوش في صد عدة محاولات فرنسية، لتنتهي المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل.
الأشواط الإضافية: إرهاق، إصابات، وقرار تكتيكي جريء
سيطر الإرهاق على لاعبي الفريقين في الشوطين الإضافيين، مع انحصار اللعب في وسط الملعب. شهدت الدقائق الأخيرة حدثًا دراميًا تمثل في إصابة الحارس المتألق يانيس بنشاوش، مما استدعى تغييره. لكن المفاجأة الكبرى كانت في اللحظات الأخيرة قبل صافرة النهاية، حيث قام المدرب بتبديل الحارس الثاني والدفع بالحارس الثالث، في قرار تكتيكي جريء ومدروس استعدادًا لركلات الترجيح.
ركلات الترجيح: بطل اللحظة الحاسمة
كان القرار التكتيكي للمدرب في محله. تحول الحارس البديل الثالث إلى بطل الليلة بعد أن نجح في التصدي لركلة الجزاء الأخيرة والحاسمة للمنتخب الفرنسي، ليمنح المغرب بطاقة عبور تاريخية إلى المباراة النهائية.
أثبت المنتخب المغربي أنه فريق متكامل يمتلك لاعبين موهوبين وجهازًا فنيًا قادرًا على قراءة المباراة واتخاذ قرارات جريئة. بهذا التأهل، يستعد المغرب لخوض النهائي الحلم يوم الإثنين 20 أكتوبر 2025، في انتظار الفائز من لقاء الأرجنتين وكولومبيا.